
بلغ المنتخب الأردني لكرة القدم، الخميس، نهائيات كأس العالم 2026، للمرة الأولى في تاريخه، بعد فوزه على مستضيفه عُمان بثلاثة أهداف دون رد – جاءت جميعها عبر مهاجمه علي علون، ومستفيداً من خسارة العراق على أرضه أمام كوريا الجنوبية التي رافقت “النشامى” إلى المونديال.
وتصدرت كوريا الجنوبية المجموعة الثانية من الدور الثالث الحاسم من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم مع 19 نقطة، وحل الأردن ثانياً بـ 16 نقطة. وفرض مهاجم سيلانغور الماليزي، علي علوان، نفسه نجماً للمباراة بتسجيله أهداف منتخب الأردن الثلاثة في الدقائق 45+7 من ركلة جزاء و51 و64 رافعاً رصيده إلى 9 أهداف في هذه التصفيات.
وفي مباراة العراق وكوريا الجنوبية، دفع الأول ثمن طرد مهاجمه علي الحمادي في الدقيقة 24، قبل أن تتلقى شباكه هدفين في الشوط الثاني. وحسم الأردن، أول منتخب عربي يبلغ مونديال 2026، تأهله قبل جولة من انتهاء الدور الثالث، إذ يلتقي العراق في مباراة شكلية في 10 يونيو/حزيران الحالي، على ملعب عمّان الدولي.
وفي المقابل، تجمد رصيد كل من العراق وعُمان عند 12 نقطة و10 نقاط في المركزين الثالث والرابع، في حين ضمن “أسود الرافدين” مقعداً لهم في الملحق المؤهل إلى المونديال، بينما يتنافس “الأحمر” العُماني مع المنتخب الفلسطيني على المقعد الآخر. وتغلب المنتخب الفلسطيني على نظيره الكويتي في الكويت بهدفين دون رد، رافعاً رصيده إلى 9 نقاط.
وبحسب نظام التصفيات، قُسمت المنتخبات على ثلاث مجموعات، تضم كل مجموعة ستة منتخبات، ويتأهل أول فريقين في كل مجموعة مباشرة إلى كأس العالم 2026، فيما تخوض الفرق أصحاب المركز الثالث والرابع من كل مجموعة الدور الرابع من التصفيات (الملحق).
وسيشكّل الملحق فرصة للمنتخبات العربية التي لم تنجح في بلوغ المونديال عبر المقاعد المباشرة، وسيمنح هذا المسار منتخبين آسيويين على الأقل فرصة التأهل.
كان الصحفي الرياضي السعودي عيسى المسمار، توقع تأهُّلَ الأردن بشكل مباشر إلى كأس العالم 2026 رفقة كوريا الجنوبية، وفقاً لمعطيات المباريات القادمة والاستقرار الفني الذي يعطي أفضلية لـ “النشامى”.
ويواصل المنتخب الأردني مشواره بثبات خلال التصفيات، إذ جمع 16 نقطة مع (4 انتصارت ومثلها تعادلات وهزيمة واحدة)، ويتبقى للأردن مباراة مع العراق على أرضه في عمّان. على صعيد المستوى الفني، يرى المسمار أن المنتخب الأردني يتفوق على العراق وعُمان من ناحية اللاعبين والتجانس بينهم واستقرار التشكيلة، إذ يملك لاعبين يحترفون في فرنسا وقطر وغيرها.
ويعوّل الأردن على نجمه موسى التعمري، المحترف في فرنسا، والذي يتميز بقدمه اليسرى التي يتلاعب بها بالمدافعين ويسجل أهدافاً مميزة، إذ يلعب في مركز الجناح الهجومي ويطلق عليه محبوه لقب “ميسي الأردن”.
وأكّد مدرب المنتخب الأردني جمال سلامي، قبل بدء هذه الجولة، أن الفترة الحالية تعدّ من أهم مراحل تصفيات كأس العالم، مشدداً على ضرورة التركيز والعمل الجاد من قبل الجميع لحصد النتائج الإيجابية باللقاءات المقبلة وتحقيق حلم الوصول إلى المونديال.
ولم يسبق للأردن عبر التاريخ الوصول إلى كأس العالم. وبقي المنتخب العراقي في المركز الثالث برصيد 12 نقطة بعد خسارته أمام كوريا الجنوبية وقبلها أمام فلسطين بنتيجة 2-1 في الجولة الثامنة بشكل مفاجئ، مما عقّد موقفه في التصفيات.
المسمار وهو ناقد رياضي أيضاً، أشار إلى أن “المنتخب العراقي يعاني من تذبذب في المستوى في الآونة الأخيرة، خاصة مع تغيير المدرب وعدم الاستقرار في التشكيلة”. “سنحت للعراق أكثر من فرصة للتفوق في الترتيب ولم يستطيع استغلالها”، وفقاً للمسمار.
وأضاف: “الجولة السابقة التي خسر بها العراق أمام فلسطين مثلت نكسة على اللاعبين، وربما أدت بشكل كبير إلى تغيير المدرب في مرحلة حرجة مثل هذه …”. وتأهَّل العراق إلى كأس العالم لكرة القدم مرة واحدة في تاريخه عام 1986. وسيكون العراق أمام فرصة أخرى عبر الملحق لبلوغ المونديال للمرة الثانية في تاريخه.
أما المنتخب العُماني الذي خسر أمام الأردن على أرضه، يستقبل نظيره الفلسطيني في العاشر من الشهر الحالي للمنافسة على المقعد الآخر المؤهل إلى الملحق رفقة العراق. وكان المنتخب العُماني قد حقق فوزاً ثميناً على الكويت 1-0 في الجولة الثامنة، رافعاً رصيده إلى 10 نقاط في المركز الرابع، وهو ما أبقاه في دائرة المنافسة.
يقول المسمار إن مباراة عُمان الأخيرة أمام فلسطين “لن تكون سهلة”. “المنتخب العُماني منتخب عنيد، ويضم لاعبين من نوعية جيدة، لكنه شهد تذبذباً في مستواه خلال مشواره في التصفيات”، بحسب المسمار. ولم يسبق لعُمان المشاركة في كأس العالم.